مقال لأحمد الشقيري في جريدة الوطـنـ :
العنوان : أتمنى أتمنى ألا نقول (أريد أن أعيش في اليابان) ولكن أن نقول (أريد أن أعيش في بلدي لأطورها وأجعلها مثل اليابان بل وأحسن).
أتمنى ألا نقول (لن نصل إلى ما وصل إليه اليابانيون ولو بعد مئة عام) ولكن أن
نقول (سنصل بإذن الله لما وصلوا إليه وأحسن خلال جيل واحد فقط..فهذا كل ما
نحتاجه لتغيير أمة بأسرها).
أتمنى ألا نقول (لا نريد أن نرى تجارب غيرنا) ولكن أن نقول بكل تواضع (فلنستفد من تجارب غيرنا حتى نرتقي).
أتمنى ألا نقول (عندنا خير كثير في العالم العربي ونحن راضون عما نحن فيه) ولكن
أن نقول (صحيح لدينا خير في بلادنا ولكنه لا يكفي ونطمح إلى المزيد من
التطور بشكل مستمر وأسرع فالعالم من حولنا يسير بسرعة الصاروخ ولا يكفي أن
نمشي لنتقدم).
أتمنى ألا نقول (أصبت بإحباط شديد من رؤية ما وصل إليه
اليابانيون) ولكن أن نقول (لدي أمل كبير أن نصل إلى ما وصل إليه
اليابانيون فهم بشر مثلنا وكما وصلوا فيمكن أن نصل).
أتمنى ألا نقول
(ليس بيدي شيء أفعله فالأوضاع صعبة) ولكن أن نقول (لا شيء مستحيل والمهم
أن أفعل كل ما في وسعي وطاقتي في المجال الذي أنا فيه وأن أفكر كل يوم
بكيفية تحسين أدائي ولو بشكل بسيط ولكن بشكل مستمر).
أتمنى ألا نقول
(المقارنة ظالمة مع اليابانيين فنحن بلاد ما زالت نامية) ولكن أن نقول (آن
الأوان أن نقارن بالأحسن والأفضل وآن الأوان أن نرفع من معاييرنا وأهدافنا
وتطلعاتنا لمستقبل بلادنا العربية).
أتمنى ألا نقول (إظهار مشاكل
العالم العربي فضيحة) ولكن أن نقول (إظهار مشاكلنا ضرورة لعلاجها ، فخمسين
في المئة من علاج أي مشكلة يأتي بالاعتراف بها أولا).
أتمنى ألا نقول
(السبب هو الآخر...فالشعب يلوم الحكومة والحكومة تلوم الشعب) ولكن أن نقول
(السبب هو نحن... فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...فالشعب راع ومسؤول
والحكومة راعية ومسؤولة وكل إنسان مسؤول عما هو فيه من موقع في أهله أو
وزارته أو وظيفته أو مدرسته).
أتمنى ألا نقول (لهم الدنيا ولنا
الآخرة)!! ولكن أن نقول (فلتكن لنا الدنيا والآخرة معا كما كانت لأسلافنا
فقد جمعوا بين العزة والتطور في الدنيا مع أعلى درجات الفردوس الأعلى بإذن
الله في الآخرة).
تذكرة:
لم نذهب إلى اليابان للتمجيد ولا للتقليد, ولكن لنأخذ منهم كل مفيد.
الحكمة ضالة مؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.مـقـال رائع:
بس برضو أتمنى اعيش في اليابان
>> عباطة